“الإنجاب في ظروف كهذه قتلٌ لي وللطفل.”
العبارة السابقة من امرأة مرت من تجربة الإجهاض بطريقة غير شرعية محفوفة بالمخاطر لأنه لم يكن لديها خيار آخر. نعم، أنا مع حق الإجهاض. وقبل أن تستمر في قراءة المقال، أردت أن أكون صريحًا معك، عزيزي القارئ، دون مقدمات مطولة أو زوائد لغوية. إذا كنت لا ترغب في مناقشة الموضوع، يمكنك التوقف هنا. وإذا كنت من القلة التي تفضل قراءة مقالات معمقة بدلاً من منشورات فيسبوكية أو مقاطع تيك توك، فأهلاً بك، وأرجو منك ألا تصدر حكمك إلا بعد قراءة آخر كلمة.

يدور النقاش حول الإجهاض في سياق كونه حقًا أم جريمة، بينما تظل عمليات الإجهاض غير القانونية مستمرة في ظروف قاسية ومزرية حول العالم، حيث تُجبر النساء على اللجوء إليها في غياب قوانين تحميهن. وتبقى الساحة القانونية بين الأحزاب الليبرالية والمحافظة في صراع مستمر حول كيفية تنظيم الإجهاض، فمنهم من يدعو إلى قوانين تحمي النساء وأطفالهن، ومنهم من يسعى إلى منع الإجهاض بشكل كامل، إلا في حالات استثنائية نادرة. في هذه المعركة، يدخل رجال الدين ليعلنوا تحريم الإجهاض، ولكنهم غالبًا ما يضعون شروطًا خاصة تسمح به في حالات معينة. في المقابل، يلعب العلم دورًا محوريًا في مواجهة هذه المعتقدات الدينية والأعراف الاجتماعية.
لنطرح أهم نقطتين اللتين تجعل الإجهاض قضية جدلية:
ـ الأولى تمثل في هل الجنين إنسان؟
ـ الثانية تطرح حرية الاختيار للمرأة التي هي إنسان كامل بالفعل.
هل الجنين إنسان؟
متى تبدأ الحياة الإنسانية
يبدأ النقاش حول الإجهاض دائمًا بسؤال جوهري معقد: هل يعتبر الجنين إنسانًا؟ يقول معارضو الإجهاض إن هذه العملية هي قتل ممنهج لآلاف الأرواح البريئة، ليس أي نوع من الأرواح، بل حياة “ملائكية”. وهذه الحجة هي الأكثر استخدامًا من قبل الأديان.
من منظور البيولوجيا، الجنين منذ لحظة الإخصاب يحمل هوية جينية مميزة تجعله ينتمي إلى النوع البشري. لا يمكننا القول إنه “كائن آخر” أو “نسيج بلا معنى”، بل هو مشروع إنسان في طور التكوين. غير أن الجدل يبدأ عندما نطرح أسئلة مثل:
- هل مجرد انتماء الجنين إلى Homo sapiens يجعله “شخصاً” كامل الحقوق؟
- هل يكتسب تلك المكانة عندما يبدأ دماغه بإظهار نشاط كهربائي منظم؟
- أم عند القدرة على الإحساس بالألم؟
- أم فقط عند الوصول إلى مرحلة الولادة؟
أنصار المنع الكلي للإجهاض يشددون على أن إنسانية الجنين كاملة منذ اللحظة الأولى، وبالتالي فإيقاف حياته يعادل القتل العمد. أما آخرون فيرون أن الشخصية الإنسانية (personhood) ليست حقيقة بيولوجية فقط، بل بناء أخلاقي وقانوني، ومن ثَمّ لا يمكن مساواة جنين بلا وعي بإنسان واعٍ كامل.
هل الجنين يشعر بالألم؟
+ التطور العصبي للجنين
- الإحساس بالألم يتطلب شبكة عصبية مكتملة: مستقبلات الألم (nociceptors)، الأعصاب الناقلة، النخاع الشوكي، ثم القشرة الدماغية لمعالجة التجربة الوجدانية.
- مستقبلات الألم تبدأ في الظهور حوالي الأسبوع 7 من الحمل، وتصل إلى الحبل الشوكي بحلول الأسبوع 20 تقريبًا.
- لكن معظم العلماء يرون أن وجود هذه المستقبلات لا يكفي، لأن الإحساس بالألم يحتاج وعيًا جزئيًا أو نشاطًا قشريًا منظمًا.
+متى قد يصبح الألم ممكنًا؟
- دراسات تصوير الدماغ تشير إلى أن الاتصال الوظيفي بين المهاد (thalamus) والقشرة الدماغية، وهو ضروري لتجربة الألم الواعية، لا يكتمل إلا بعد الأسبوع 24–28 من الحمل تقريبًا.
- بعض العلماء المحافظين يعتقدون أن الألم ممكن أبكر (حوالي 20 أسبوعًا) لكن غالبية الأبحاث ترى أن قبل 24 أسبوعًا لا يكون الجنين قادرًا على الشعور بالألم بوعي.
- حتى بعد 24 أسبوعًا، تبقى هناك نقاشات: هل الاستجابات الفسيولوجية (مثل زيادة معدل ضربات القلب) تعكس ألمًا واعيًا أم مجرد رد فعل عصبي بدائي؟
+ الموقف الطبي
- الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) تقول إن الأدلة العلمية لا تدعم الإحساس بالألم قبل الأسبوع 24.
- بعض الدول (مثل المملكة المتحدة) تعتمد هذا الحد الزمني كمرجع في قوانين الإجهاض.
- في المقابل، هناك باحثون يرون أن “تجربة تشبه الألم” قد تكون ممكنة أبكر، لكن هذا ليس رأيًا سائدًا.
نستخلص أن:
- قبل 20 أسبوعًا : من غير المرجح وجود أي إدراك للألم.
- بين 20–24 أسبوعًا: موضوع جدل، لكن الدليل ضعيف.
- بعد 24 أسبوعًا: هناك احتمال أكبر لوجود تجربة للألم، وإن كانت تختلف عن تجربة الإنسان المكتمل.
لذلك وللإجابة على السؤال الأول فإن الجنين يعتبر كائن بيولوجي من الصنف البشري، ولكن الصفة ‘البشرية’ التي تجعله إنسانا مدركا واعيا، يشعر بالألم يستبعدها الطب في الأسابيع العشرين الأولى. سأتجرأ وأقول أن في هذه الحالة قد يعتبر الجنين مجرد مخلوق طفيلي. ولكن نظل في خانة من الشك.
المرأة وحق الاختيار
اكتفيت بقول ‘حق الاختيار’ لأن الحمل لا يؤثر فقط على الصحة الجسدية أو النفسية للمرأة. فذلك الجنين الذي نشك في إنسانيته حالما يخرج للوجود يتطلب عناية مستمرة تتطلب جهد بدني، نفسي ومادي وتوفير موارد اقتصادية وظروف مجتمعية لينمو هذا الكائن. وتتحمل الأم في معظم الوقت وفي معظم الأرجاء العالم الثقل الأكبر من هذا الهم.
لنطرح أولا ما يفعله الحمل بجسم المرأة: القائمة التالية طويلة بعض الشيء، لا إنها طويلة لكن سهلة القراءة والفهم وتوضح ما تتحمله المرأة جسديا أثناء الحمل قبل وبعد الولادة (دون ذكر الآثار النفسية)
تأثير الحمل على المرأة
أولًا: أثناء الحمل
+ الجهاز القلبي والدوري
- يزداد حجم الدم بنسبة 30–50 % لتغذية الجنين والمشيمة.
- يضخ القلب دمًا أكثر بنسبة تصل إلى 40%
- هذا قد يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم أحيانًا.
+ الجهاز التنفسي
- يتوسع القفص الصدري قليلًا.
- هرمون البروجسترون يزيد من حساسية الدماغ لثاني أكسيد الكربون، فيشعر كثير من الحوامل بضيق التنفس.
+ الجهاز الهضمي
- هرمون البروجسترون يبطئ حركة الأمعاء → إمساك، حرقة معدة.
- الغثيان والقيء شائعان خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى.
+ الجهاز البولي
- الكلى تزداد كفاءتها وتعمل أكثر للتخلص من الفضلات (للأم والجنين معًا).
- المثانة تتعرض لضغط متزايد مع كبر الرحم → كثرة التبول.
+ الجهاز العضلي والهيكلي
- هرمون الريلاكسين يجعل الأربطة أكثر مرونة لتهيئة الحوض للولادة.
- هذا قد يسبب آلامًا في المفاصل وأسفل الظهر.
- زيادة الوزن وتغير مركز الثقل تؤدي إلى آلام ظهر وتغير في المشية.
+ الجلد والشعر
- خط أسود (Linea nigra) قد يظهر على البطن.
- كلف الحمل (تصبغات في الوجه).
- تساقط الشعر يقل أثناء الحمل بسبب الهرمونات (ويزداد بعد الولادة).
ثانيًا: أثناء الولادة
- الرحم ينقبض بقوة لإخراج الجنين → قد يسبب تمزقات صغيرة في عنق الرحم أو المهبل.
- فقدان دم طبيعي يحدث (حوالي 500 مل للولادة الطبيعية، وأكثر في القيصرية).
- الحوض والعضلات الحوضية تتمدد بشكل كبير.
ثالثًا: بعد الولادة (النفاس)
+ الرحم والجهاز التناسلي
- يعود الرحم تدريجيًا إلى حجمه الطبيعي خلال 6–8 أسابيع.
- قد يحدث نزيف مهبلي (Lochia) لعدة أسابيع.
- ارتخاء أو ضعف بعض عضلات الحوض → قد يسبب سلس بولي مؤقت.
+ الثدي
- يبدأ إفراز اللبأ أولًا (سائل غني بالمناعة).
- ثم إنتاج الحليب بفعل هرمون البرولاكتين، ويحفزه هرمون الأوكسيتوسين أثناء الرضاعة.
- قد يحدث احتقان وألم في الثديين.
+ الجهاز الهرموني
- تنخفض فجأة مستويات هرمونات الحمل (الإستروجين والبروجسترون).
- هذا قد يسبب تغيرات مزاجية أو “كآبة ما بعد الولادة” لدى بعض النساء.
- في حالات قليلة تظهر اكتئاب ما بعد الولادة (يتطلب علاجًا)
+ الجهاز العضلي والهيكلي
- يحتاج الجسم وقتًا ليستعيد قوته، خصوصًا في عضلات البطن والحوض.
- بعض النساء يعانين من انفصال عضلات البطن (Diastasis recti).
5. المدى الطويل
- الحمل قد يترك أثرًا دائمًا:
- توسع في القدمين (بسبب ارتخاء الأربطة).
- تغييرات في الثدي.
- زيادة أو نقص في الوزن.
- احتمالية أعلى لبعض المشاكل مثل هبوط الرحم أو مشاكل الحوض إذا تكررت الولادات.
وبالتالي الحمل والولادة يغيران تقريبًا كل جهاز في جسم المرأة: القلب، التنفس، الهضم، العضلات، الجلد، الهرمونات… وتطول القائمة. معظم هذه التغييرات قابلة للعكس خلال أسابيع أو أشهر، لكن بعضها قد يترك أثرًا طويل الأمد.
ماذا يفعل الحمل بحياة المرأة
لنكن واضحين الحمل يغير حياة الرجل أيضا، ولكن الآثار السلبية تكون أكثر تأثيرا على النساء. فالحمل لا يؤثر فقط على جسم المرأة، بل يترك بصمات واضحة على حياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. ولنوضح الأمر أكثر في قائمة أخرى واصبر معي، لنستخلص كل منا رأيه الخاص في نهاية المقال.
+ التأثيرات الاقتصادية
- العمل والدخل:
- بعض النساء يضطررن لتقليل ساعات العمل أو التوقف مؤقتًا.
- في الدول التي لا تقدم إجازة أمومة مدفوعة، تخسر المرأة دخلها أو وظيفتها.
- التكاليف:
- الحمل والولادة والرعاية الطبية مكلفة (فحوصات، ولادة، رعاية ما بعد الولادة).
- بعد الولادة، تزداد النفقات (حليب، ملابس، رعاية صحية، حضانة).
- الاستقرار المهني:
- الحمل قد يؤثر على فرص الترقية أو الاستمرار في بعض الوظائف، خاصة إذا كان هناك تمييز ضد الأمهات (“عقوبة الأمومة”).
+ التأثيرات الاجتماعية
- لكنه قد يسبب توترًا إذا كان الحمل غير مخطط له أو إذا غابت المساندة.
- المرأة قد تحد من أنشطتها أو حركتها بسبب التعب أو متطلبات الرعاية.
- في بعض الثقافات قد تواجه عزلة أو ضغوطات اجتماعية
- توقعات مجتمعية مثالية تحمّل المرأة مسؤوليات أكبر، أو تُقيَّم على أساس دورها كأم قبل أي دور آخر (طالبة، عاملة، إلخ).
+التأثيرات النفسية
- التحديات: قلق حول الصحة، مستقبل الطفل، القدرة على التوفيق بين الأدوار.
- اضطرابات ما بعد الولادة: مثل القلق أو اكتئاب ما بعد الولادة.
+ على المدى الطويل
- إعادة ترتيب الأولويات: غالبًا تتغير اهتمامات المرأة بين مسارها الشخصي/المهني ورعاية أسرتها.
- المكانة الاجتماعية : في بعض المجتمعات، الأمومة قد تؤدي لتقليص حرية المرأة أو خياراتها.
لذلك فعندما تصرخ النساء بأن الإجهاض حق من حقوقهن، فالأمر ليس دلالا أو تعنتا فهي مسألة أعقد لأنها تغير جذريا حياتهن بيولوجيا واجتماعيا. فالميزان بين السؤالين الجوهريين في القضية الجنين إنسان وحق المرأة في الاختيار قد يميل لصالح الثاني وخصوصا في ظروف اجتماعية واقتصادية متدنية. ولكن بالتأكيد رأيي قد يبدو لك إلى حد الآن غير محايد لذلك لنكمل النقاش.
الإجهاض والأديان
في العقيدة الإسلامية، يُحرم الإجهاض بشكل قاطع إلا في حالات محددة لا يوجد توافق حولها بين العلماء. فالجنين يُعتبر روحًا، وإزالته من رحم المرأة يُعتبر قتلًا غير مشروع. تختلف مواقف الطوائف الإسلامية بشأن هذه القضية، حيث تُجيز بعض الطوائف الإجهاض في الأسابيع الأولى من الحمل إذا لم تُنفخ الروح في الجنين، بينما ترفض طوائف أخرى الإجهاض حتى في حالات تهديد حياة الأم.
تتفق الديانات السماوية الأخرى (المسيحية واليهودية) بشكل عام مع الإسلام في تحريمه، إلا في حالات استثنائية، وتعتبر هذه الديانات أن الجنين يحمل حياة مقدسة يجب حمايتها.
لكن الأديان السماوية لا تأخذ في الحسبان حق المرأة في التحكم في جسدها وحياتها، بل تركز على دورها كأم وأن وظيفتها الأساسية هي الإنجاب ورعاية الأبناء، مما يحد من حرية الاختيار. وتظل مسألة حقوق المرأة في الأديان موضوعًا حساسًا؛ فغالبًا ما يُنظر إلى المرأة كـ “وعاء” عليه حمل ما يُنفخ فيه، مما يغفل الأعباء الجسدية والنفسية التي يمكن أن يسبِّبها الحمل غير المرغوب فيه.
الجانب القانوني والمجتمعي
على الصعيد القانوني، تختلف الدول في كيفية معالجة قضية الإجهاض. فالمجتمعات الغربية مثلًا، تتأرجح بين الليبراليين الذين يدعمون حق الإجهاض باعتباره جزءًا من حقوق الإنسان، وبين المحافظين الذين يرون أن الإجهاض جريمة قتل، ويؤكدون على ضرورة حماية الجنين. رغم ذلك، تتعامل العديد من الدول الغربية مع حقوق المرأة بشكل شكلي في بعض الأحيان، كما أن النظرة الدونية للمرأة لا تزال موجودة في العديد من المجتمعات رغم ‘تطورها’.
أما الإجهاض في المجتمعات الشرق أوسطية، فإن الدين غالبًا ما يلعب الدور الأبرز في تحديد الموقف من الإجهاض، حيث تغلب النصوص الدينية على الاعتبارات الإنسانية والاجتماعية. وتبقى النظرة إلى المرأة بشكل عام تقليدية، ما يحد من قدرتها على اتخاذ قرارات تخص حياتها الشخصية.
الإجهاض في المجتمعات الآسيوية: حالة الصين
في بعض المجتمعات الآسيوية مثل الصين، يبدو أن الإجهاض يُعتبر أمرًا شائعًا ومقبولًا قانونًا. إلا أن ما يميز الصين هو استخدامها للإجهاض كأداة اجتماعية. ففي أواخر القرن العشرين، فرضت الحكومة الصينية سياسة الطفل الواحد في محاولة للحد من النمو السكاني. كانت النتيجة أن العديد من العائلات، خاصة في المناطق الريفية، اختارت الإجهاض في حال كان الجنين أنثى، تماشيًا مع تفضيل الذكور.
هذا النوع من الإجهاض كان يُعتبر “وأدًا” لملايين الإناث في الصين، وليس مجرد إجراء طبي. وقد أظهرت الدراسات أنه في ظل قوانين كهذه، كان يتم إجهاض العديد من الفتيات لأن العائلات لم تكن قادرة على تحمل العبء المالي والاقتصادي لرعاية أنثى في مجتمع يُفضّل الذكور.
هل يُمنع الإجهاض بسبب هذا السلوك؟
من غير الممكن أن نغلق الباب تمامًا أمام حق الإجهاض بسبب هذه الانتهاكات. في الواقع، يجب أن نعمل على ضمان أن يكون الإجهاض حقًا قانونيًا ومضمونًا في بيئة آمنة، بحيث يُمنع الاستغلال والتمييز ضد النساء. لا يمكن استخدام الإجهاض كأداة للتمييز بين الجنسين، ولكن لا ينبغي أن يُحرم في الحالات التي تقتضيها الظروف الصحية والنفسية والاجتماعية.
الخاتمة
والآن، سأعيد نفس العبارة: “أنا مع حق الإجهاض” لأنه يجب أخذ في الاعتبار مصلحة المرأة، حقوقها، وكرامتها الإنسانية في جميع الحالات وأيضا اعتبار مصلحة الجنين الذي سيكون فردا من المجتمع. لأنه ليكون تجريم الإجهاض قانونا منطقيا يجب أولا النظر في أحوال المرأة التي ترغب في الإجهاض بل في محيطها بدء من زوجها وعائلتها، هل ستكون قادرة على إنجاب الطفل ورعايته بضمان حقوقه كطفل وتنميته كبالغ مفيد للمجتمع؟ هذا السؤال في غاية الأهمية والذي يتجاهله معظم المعارضون للإجهاض. ففي تلك اللحظة، يظهر القانون يمنع الفرد الذي يرغب بالإجهاض ثم تختفي المؤسسة الاجتماعية لتتحمل المرأة النتائج المترتبة عنه لوحدها وربما بدون أية مساعدة من زوج أو شريك حياة.
بغض النظر عن طريقة الحمل سواء كانت شرعية أو غير شرعية، يجب على الدولة أو المؤسسات الاجتماعية في الدول التي تمنع الإجهاض أن تكون أولا قادرة على تنمية كل جنين الذي سيصبح فردا من المجتمع، تقديم المساعدة المادية والمعنوية للأم والطفل وأيضا وتوفير الرعاية الصحية والتعليم المناسب.